****
ـ السبت ـ
ذبحت حبي بيدي لأنه فوق ما يتحمله جسدي و دون ما تشتاقه روحي." "
من أروع ما قرأت!! و أقل ما يمكن قوله في هذه الرواية إنها من أروع ما جاد به قلم الكاتب والشاعر والمفكر ميخائيل نعيمة. فهذه الرواية تغرقك في دوامة من المثل و النقاء بكل كلمة تقرؤها, فتقع في نفسك موقعا غريبا : فكأنك تستقي وجودك منها أو كأنما تستقي وجودها من ذاتك , فتشعر كأنك أنت من كتب هذه الكلمات أو كأنك تعرف هذه الروح التي تكلمك عبر سطور هذه الرواية. فكلنا أرقش , أو كلنا يتوق أن يكون كالأرقش : روحا واعية بكينونتها يلفها درع هزيل ماض إلى زوال، لا وظيفة له إلا أن يقيها البرد و الحر و يساعدها على بلوغ الخلود، فهناك لا أقنعة و لا دروع، هنالك صدق و حقيقة أبدية و وجود للروح الأزلية.
و ما تبلغ لحظات الصمت في الرواية! فلو استطالت الأقلام فالوصف و التعليل ما كانت أبلغ من صمت يفهم منه اللبيب أنه قوة تصرخ في صمت مدو : أنا الإرادة، أنا القوة الأزلية، أنا مفتاح الحياة. فلا حياة بدون روح، و لا روح بدون فكر، و لا فكر بدون صمت.
لذلك سكت الارقش و الناس يتكلمون.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire