أصبحت مخدتي صلبة متحجرة هذه الأيام...
عجيب أمر هذه المخدة
كانت لفترة غير بعيدة ناعمة و وثيرة و بين يوم و ليلة أمست قاسية أكثر مما يتحمله رأسي الصغير
...
لله الأمر من قبل و من بعد
...
لطالما نظرت إلى هذه الحياة بعين التفاؤل و استنطاق الجمال في التفاصيل العذبة الصغيرة :
يروقني انسياب أشعة الشمس عبر قماش ستارة النافذة
و أطرب لصوت مداعبة الريح لزجاج الثريا...
أعشق حركة السحاب في السماء بقدر عشقي لرائحة أولى قطرات المطر المنهمر على التراب...
تعجبني التجاعيد على جانب عيني والدي و يدهشني بريق عيني والدتي...
للماء من صنبور مطبخنا طعم حلو جميل لا يضاهيه إلا ماء الطفولة في قريتنا الجبلية بالعطلة الصيفية...
ااااه من رائحة الخبز الساخن
أو رائحة الحبق و إكليل الجبل المتسللة إلى أنفي في هدءة الليل
كم يعجبني تقبيل الأيدي التي جعدها الدهر و سماع الدعوات من قلوب طهرها رب العباد من الحقد:
"الله يجعلك نوارة بين قرانك"
"الله يجعلك شمعة فقنديل ما تطفيها شتا و لا تديها ريح"
...
أحب أن أنادي اسمس همسا : بشرى... بشرى...
فاسمي أول مضاد حيوي لليأس
كلما شعرت بالحزن ناديتني فتنهمر دموعي موجا متلاطما و يرتحل حزني زبدا مبتعدا
اللهم لك الحمد
...
أحب التلفظ جهرا ببعض الكلمات:
ياسمييييين
ندى
ليمون
...
هذه نظارتي الوردية التي رافقتني طيلة أعوامي السبعة و العشرين الماضية و التي كانت لي درعا واقيا و ملجأً لكنها و للأسف لم تعد تحمي نفسي من قسوة العالم الحقيقي...
and it sucks!!
لطالما اقتنعت أنني إن صححت نيتي و صفيت سريرتي فسيعاملني الناس بالمثل لكن الحياة ليست دائماً وردية...
لطالما قلت أن حياتي ستكون مختلفة و مترفعة عن ماديات الأمور لكن الواقع بين لي أن الحياة ليست وردية كما ظننتها...
***
صرت أفضل الهروب من واقعي إلى عالم وردي أفَصِّله على هواي فيصبح سمائي الصغيرة
و في ما يلي بعض النجوم من سمائي:
- كتاب ديوان العرب
- أفلام Makoto Shinkai و خصوصا:
- the garden of words
- the place promised in our early days
- 5cm per second
- الشوكولاتة
- القهوة المعطرة
- الناس الطيبون
- الغول و العنقاء و الخل الوفي :)
***
اللهم لك الحمد